بسم الله الرحمن الرحيم
العناد مشكلة سلوكية يعاني منها بعض أولياء الأمور في جميع أنحاء العالم
ماهو العناد؟ و ماهي أسبابه؟ و كيف يمكن علاجه؟
علماء النفس يعرفون العناد بأنه موقف نظري أو تصرف تجاه مسألة وموقف معين بحيث يكون الشخص المعاند في موقع المعارضة أو الرفض وهذا يعني حسب الدراسة أن العناد سلوك إنساني طبيعي.
ويؤكد علماء النفس على ضرورة التعامل مع الطفل العنيد بطريقة الاستجابة لتصرفه مع التأكيد بأن لا يقوم الأهل بالصراخ وعدم ابداء السخط ان كان الطفل في حالة من السخط الشديد
وتبين المختصة في دراسات الطفل الدكتورة عريب أبو عميرة أن الأهل يساهمون بدرجة كبيرة في إكساب أطفالهم هذه الصفة وهي العناد.وتوضح أن العناد سلوك يتعلمه الطفل أي أنه مكتسب ويلجأ له متبعا طريقة البكاء والإلحاح المستمر للحصول على ما يريد ما يجعل الأهل يلبون له طلبه لتفادي حالة الإزعاج التي يسببها.
أسباب هذه الصفة المكتسبة
1) أساليب التنشئة الخاطئة هي السبب في اكتساب الطفل لصفة العناد مشيرة أن الدلال الزائد والتذبذب في المعاملة أي المعاقبة مرة والتجاهل مرة أخرى يؤدي الى خلق هذه الصفة عند الطفل.
2)أوامر الكبار: التي قد تكون في بعض الأحيان غير مناسبة للواقع، وقد تؤدي إلى عواقب سلبية؛ مما يدفع الطفل إلى العناد ردَّ فعل للقمع الأبوي الذي أرغمه على شيء, كأن تصر الأم على أن يرتدي الطفل معطفاً ثقيلاً يعرقل حركته في أثناء اللعب، وربما يسبب عدم فوزه في السباق مع أصدقائه، أو أن يكون لونه مخالفاً للون الزيِّ المدرسي، وهذا قد يسبب له التأنيب في المدرسة؛ ولذلك يرفض لبسه، والأهل لم يدركوا هذه الأبعاد.
3)التشبه بالكبار: قد يلجأ الطفل إلى التصميم والإصرار على رأيه متشبهاً بأبيه أو أمه، عندما يصممان على أن يفعل الطفل شيئاً أو ينفذ أمراً ما، دون إقناعه بسبب أو جدوى هذا الأمر المطلوب منه تنفيذه.
4) رغبة الطفل في تأكيد ذاته: إن الطفل يمر بمراحل للنمو النفسي، وحينما تبدو عليه علامات العناد غير المبالَغ فيه فإن ذلك يشير إلى مرحلة النمو, وهذه تساعد الطفل على الاستقرار واكتشاف نفسه وقدرته على التأثير, ومع الوقت سوف يتعلم أن العناد والتحدي ليسا بالطرق السوية لتحقيق المطالب.
5) التدخل بصفة مستمرة من جانب الآباء وعدم المرونة في المعاملة: فالطفل يرفض اللهجة الجافة، ويتقبل الرجاء، ويلجأ إلى العناد مع محاولات تقييد حركته، ومنعه من مزاولة ما يرغب دون محاولة إقناع له.
6) الاتكالية: قد يظهر العناد ردَّ فعل من الطفل ضد الاعتماد الزائد على الأم، أو الاعتماد الزائد على المربية أو الخادمة
علاج هذه الظاهرة
يكون بيد الأهل من خلال عدم الرضوخ لطلبات الطفل وبهذا يحولون دون ترسيخ هذه الصفة في نفسيته واستمرارها في النمو معه حتى الكبر.وتؤكد على ضرورة الاتفاق بين الأب والأم على طريقة التربية وعدم التذبذب في التعامل معه ومحاولة ايصال مفهوم المرونة للطفل من خلال تدريبه على عدم الحصول على أشياء معينة في أوقات معينة مثل الحلويات قبل الغداء وايصال مفهوم احترام القوانين والتعليمات التي ستحكم سلوكه فيما بعد.وعن أهمية الحوار تبين أبو عميرة أن الحوار أمر ضروري للتفاهم بين الأهل والطفل وعدم الاستهانة بعقل الطفل مهما صغر سنه مبينة أن الأطفال لديهم قدرات معرفية لا يستهان بها بالاضافة لعدم السخرية من مشاعر الطفل.
وتبين دراسة نفسية حول موضوع العناد أنه أحيانا يكون الطفل على حق في عناده وقد يكتشف الوالدان ذلك واذا كان الطفل على حق فعليهم أن يتراجعوا عن رأيهم أو موقفهم وأن يصرحوا بالأسباب التي بنوا عليها قناعاتهم التامة وفي هذه الحالة سيكون الكبار قدوة للتراجع عن موقف العناد في حياة الطفل ويجب أن يبدأ الآباء والأمهات في ذلك منذ سن الطفولة المبكرة.
وبالنسبة للأطفال الذين هم أكبر سنا فيجب أن نميز بين العناد السلبي والعناد الايجابي لديهم فكثيرا ما يكون العناد نوعا من طرق التعبير عن الوجود أو تأكيد وجود الذات تجاه الآخر لأنه إحدى الطرق السهلة للفت النظر.
وفي ربط بين عناد الطفل وواقع الشخصية تشير الدراسة أنه يجب على الكبار معرفة أن للطفل حقوقا لا تختلف عن حقوق البالغين وأنها ليست حقوقا مع وقف التنفيذ أي أنها مؤجلة حتى يكبر فكثير من الأمور التي يصنفها الكبار بأنها حالة عناد من الصغار تكون بسبب سياسة القمع والسيطرة والانقياد التي تربوا عليها او التي يظنون أنها من مقومات التربية الأفضل أو الأخلاق والتهذيب.
الدكتورة أبو عميرة تؤكد بأن التربية السليمة للطفل من قبل الوالدين من شأنها أن تعدل أي سلوك غير صحيح للطفل الذي يأتي من الأهل دون أن يشعروا مثل الاستجابة لكل طلبات الطفل عندما يصر عليها وهذه مسؤولية الأبوين .
وعن طرق العلاج الى أن الحوار والمرونة في التعاطي مع الطفل هي الحل بالاضافة الى مشاركة الطفل باتخاذ أي قرار مهما كان بسيطا مثل اختيار ملابسه وطعامه.
وتؤكد أن عناد الأم ينعكس على الطفل فكلما أبدت الأم صفة العناد يبادلها الطفل بعناد أكبر.وتحذر بذات الوقت من ترسيخ هذه الصفة في نفسية الطفل والتي تؤدي فيما بعد الى اكتسابه صفات الأنانية والانفرادية في النقاش عند بلوغه سن الكبر واذا تمادى الانسان في تبنيه لهذه الصفات قد تصل الى شعوره بضرورة الحصول على أي شيء يريده حتى لو بطرق غير مشروعة كالنصب والاحتيال.
وتنصح الأهل بالتعامل مع الطفل بطريقة هادئة وعدم تبني مبدأ الغضب والتوجيه الصارم مشيرة أن الطفل كتلة من طين يمكن تشكيلها بشكل سليم من خلال الأسرة والمدرسة وكافة الجهات التي تكمل عملية التربية وايضا استمرار عملية التوجيه من الأهل لأن الجهات التي تربي أصبحت عديدة.
هناك 8 تعليقات:
السلام عليكم
الصراحه الموضوع جدا مشوق ومفيد صح بعض المرات نلاحظ على اطفالنا هذا السلوك ولا نعرف شنو سببه بالنسبه حقي فادتيني حتى كيف اتعامل مع هذا السلوك مع كل اولادي عجبني جدا هذا الموضوع .
الله فيدج ان شالله بعلم القرآن وبعلم الايمان .
يعطيح العافيه.
ام الريان،،،
فعلا صفة العناد نلاحظها عند الاطفال و كثير من الأسئلة توجه للمعلمات و بدورنا ننقلها للأخصائية الإجتماعية حتى نتعامل مع هذه الصفة بأسلوب تربوي صحيح .
فيجب أن نتذكر ان كل سلوك يمكن تقويمه و توجيهه نحو الأفضل .
أشكرك على متابعتك الدائمة للمدونة أولا بأول :)
موضوع جدا مفيد
عن نفسى استفدت منه كثيرا
مشكوره وتسلمين على هالمجهود
تحياتي لك بالتوفيق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أشكركم على تناول بعض المشاكل السلوكية التي قد يعاني منها أطفالنا، أما عن العناد فهي صفة تلازم معظم الأطفال في وقتنا الحالي، وأنا شخصيا أعاني من عناد أطفالي، إلاأنها تعد مؤشر لذكاءوقوةشخصية الطفل، ويتحتم علينا التعامل مع عناد الطفل بكثير من الصبر والحكمةوعدم أخذ الموضوع كنوع من التحدي، استفدت كثيرا من المقالة متمنية تناول مشاكل سلوكية أخرى حتى تعم الفائدة.
(أم ريم)
أتمنى تناول موضوع المشاجرات بين الأخوة (الأطفال)سواء من خلال السباب أو الضرب، وكيفية حلها.
( أم ريم)
أتمنى تناول مشكلة الشجار المتكرر بين الأطفال(الأخوة) سواء في المنزل أو السيارة، وكيفية حلها.
(أم ريم)
بنت الشامية،،،
سعيدة جدا بتفاعلك مع المدونة و متابعتك لمواضيعها.
الحمد الله و ان شاء الله سوف اتطرق لمواضيع اكثر في الايام القادمة
أم ريم،،،
سبق و تكلمنا عن موضوع العناد في البداية و فعلا الاحظ ان الطفل العنيد هو طفل ذكي لكن مثل ما ذكرت ممكن ان نقوم اي سلوك او تصرفات تصدر من الطفل بطريقة تدفعه ان يغير هذا السلوك بنفسه بحيث يكون للأفضل .
و ان شاء الله سوف اتطرق لمواضيع حول هذا الموضوع و اكثر و سوف اخذ بعين الأعتبار المواضيع التي اقترحتها لتكون من الاولويات :)
شاكرة لك إهتمامك الدائم و حرصك على أطفالك ليكونوا اطفال متميزين.
إرسال تعليق